مشروع الذخيرة اللغوية المهرية


يمثل مشروع (الذخيرة اللغوية المهرية) واحدًا من المشاريع الاستراتيجية التي ستخدم اللغة المهرية خدمة العمر إن جاز التعبير، وهو مشروع سينفذه مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بمحافظة المهرة، حيث تداولت إدارة مركز اللغة المهرية الآراء في تنفيذ مشروع لغوي يوثق اللغة المهرية ومفرداتها، وبعد نقاش مستفيض في أهميته ودوره وكيفية تنفيذه أجمعت الآراء على ضرورة تنفيذه وأهمية الشروع فيه خدمة للأجيال المهرية القادمة والأمتين العربية والإسلامية، بعدّ المهرة ولغتهم جزءًا لا يتجزأ من العرب والمسلمين.

إن هذا المشروع تعزيزٌ لشرعية الجماعة اللغوية المهرية، ذلك أنّ هذه اللغة كما أسلفنا مهددة بالانقراض، ولابد من مجابهة الأسباب التي ستؤدي إلى موتها باعتبارها لغة أقلية من العرب الخُلّص، وقد تنبهت أوربا وأمريكا إلى أهمية لغات الأقليات فسنت القوانين لحمايتها وتمكينها، وكذلك سارت على خطاهم روسيا التي سنت قانونا يجعل كل اللغات في مكانة الممتلكات الوطنية، ونسجت على هذا المنوال كثير من الدول، وأصدر اليونيسكو بيانات عن حقوق الأفراد التابعين للأقليات اللغوية قبل ثمان وعشرين سنة، تبعه بسنين إعلان الحقوق اللغوية الذي صدر في برشلونة.

الغرض من المشروع:

يقوم هذا المشروع على فكرة الاستفادة من الحاسوب، واستغلال سرعته الكبيرة في علاج اللغة، وقدرته العجيبة في تخزين الملايين من المحتويات اللغوية في ذاكرته، لإنشاء بنك آلي لغوي خاص باللغة المهرية، محتويًا على أهم ما حرر في ذلك على مدى السنين الماضية. وسيكون هذا البنك الآلي تحت تصرف أي باحث في أي مكان في العالم يهتم باللغة المهرية، فيمكنه أن يستعين بالحاسوب للحصول على ما يريد من المعلومات، وسيحصل على ذلك – بإذن الله – بأقصى سرعة ممكنة، ولن يحتاج أن يمضي الساعات الطوال وربما الأيام والشهور في قراءة المصادر العلمية الكثيرة التي قد تمدّه بمراده وقد لا تمده.

إن فكرة هذا المشروع أقرب ما تكون إلى العمل الذي قامت به بعض المؤسسات العربية وغير العربية في تخزين بعض النصوص، ومن أمثلة ذلك في العربية: القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والشعر العربي بمختلف عصوره، وكتب التاريخ والأنساب وغيرها كثير، ولنا في المكتبة الشاملة خير مثال على ذلك. فالذخيرة اللغوية المهرية إذن بنك آلي من النصوص اللغوية المهرية على اختلاف المستويات، وأهم صفة لها أنّها تسهّل حصول الباحث على ما يريد، مع سرعة وشمولية المعلومات.

أهداف المشروع:

  1. بنك آلي للغة المهرية المستعملة بالفعل (بنك نصوص).
  2. معجم آلي شامل للغة المهرية مع المقابل العربي (معجم موضوعات أو مفردات).

فوائد إنجاز هذا المشروع:

  1. حماية اللغة المهرية من الانقراض والموت، وحفظه لتراثها اللغوي من الضياع لعدم وجود مشاريع علمية لغوية حقيقية تعمل على حفظها وتوثيقها والعناية بها بعدّها تراثًا عربيًّا إنسانيًّا قديمًا.
  2. الفائدة اللغوية العظيمة للباحثين والمهتمين باللغة المهرية، بخاصة إذا علمنا أنّ مجال البحث فيها صار كبيرًا في السنوات الأخيرة، إذا اتجهت أنظار الباحثين العرب وغيرهم إليها دراسةً وتمحيصًا وتحليلًا.
  3. يمثل هذا المشروع فهرسة كبيرة وشاملة للغة المهرية، سواء ما بقي على حالته الشفاهية أو ما أنتجه الفكر الإنساني عنها.

4. سرعة الحصول على ما يطلبه الباحث والمهتم، وهي سرعة لا نبالغ إذا قلنا أنّها تقترب من سرعة الضوء بفضل التقنيات الحديثة والوسائل الآلية الجبارة، واستغلالها كما تستغل في أيامنا هذه في جميع المجالات.