القميري بين المغامرة وقطف ثمار البعثة العلمية في جامعة ليدز – بريطانيا


مقال/ أحمد إسماعيل:
12.مايو.2024م


حينما تم الإعلان عن فرصة عمل بحثية (زمالة دولية لما بعد الدكتوراة) في مطلع العام الماضي ٢٠٢٣م من قبل المجلس البريطاني British Council، والتي تستضيفها كلية اللغات والثفافات والمجتمعات وبإدارة البروفيسورة جانيت واتسون المتخصصة باللغات العربية الجنوبية في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، ولمدة قصيرة لا تتجاوز تسعة أشهر وبشروط علمية محكمة للمتنافسين، كان الدكتور سعيد القميري مدير مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بجامعة المهرة في طليعة المتقدمين للمهمة -رغم مافيها من صعاب- فلم يتوانَ أو يتردد عن نيلها ليقوم من خلالها بما يفيد مجتمعه وخدمة لغته وموروثه الثقافي والأدبي الفريد.

خاض الدكتور القميري غمار المنافسة بإصرار لا يعرف التقهقر وعزيمة لا تعرف الانكسار، وعلى قدر عزمه أتت العزائم وتطابقت الشروط والمعايير مع تخصصه، بل روضها بطموحه المتوقد لبلوغ القمة ودرجات الكبار بعد توفيق من المولى سبحانه.

فتم التواصل معه لتحديد المقابلة من قبل المتخصصين من المؤسستين العريقتين في بريطانيا وبعدها يأتي الإبلاغ باجتيازه المقابلة بنجاح وتحديد موعد بدء العمل ومباشرته في ١ سبتمبر ٢٠٢٣م.

حزم الدكتور القميري أمتعته مسرعًا ليضع بصماته المهرية العلمية في أرقى الجامعات البحثية العالمية وهي جامعة ليدز بالمملكة المتحدة.

وفي رحاب جامعة ليدز وبين أروقتها يبدأ القميري مرحلة مفصلية اتسمت بالعمل الدؤوب والنشاط البدني والذهني عاكفًا في مكتباتها العريقة علی مشروعه الذي يتعلق بالشعر في اللغة المهرية وعلاقته بالطبيعة، بذل في سبيله الجهود مضاعفة، ليقطف ثمار جهده وتفاني في فترة زمنية قصيرة بإنجاز المشروع واستطاع تحقيق النجاح الباهر من خلال:

١- إعداد وتطوير أرشيف الكتروني خاص باللغة المهرية في المستودع الدولي للغات المهددة بالاندثار ELAR الذي تستضيفه العاصمة الألمانية برلين. يعنی هذا الأرشيف بحفظ كل ما يتعلق بالفلكلور الشفهي للغة المهرية، المتمثل بالشعر والثقافة.

٢- قبول بحث علمي رصين في مجلة الدراسات السامية JSS في دار نشر عالمي اكسفورد برس Oxford Press حمل هذا البحث العنوان التالي: ‘الشعر عند الأطفال في المهرية’. ويركز هذا البحث على التعريف بنماذج من القصائد أو الترانيم التي يستخدمها مختلف أطفال المهرة، بجميع لهجاتهم، كما يعرف البحث بكيفية إكتساب الطفل المهري لغته عن طريق والديه، والاحتكاك بأشكال الطبيعة من حوله.

٣- كتاب سوف ينشر بواسطة مؤسسة بريل، دار نشر هولندي عريق، ويحمل عنوان ‘الذكری الثمانين للباحث الروسي البروفسيور فيتالي نعومكين – أبحاث عن المهرة، وسقطری، وظفار’، سوف يخصص للدكتور القميري، وزملائه، فصلين حول:
– شعر المحاورة في اللغة المهرية: قصيدة الغراب وحاصد اللبان، قصيدة علی السنة الطير والحيوان للشاعر المهري الراحل سعد برحمد بركه المهري.

– الرياح، والغيوم، والمطر : في نصوص شفهية من المهرة، وهو بحث يعني بدراسة الثری المفرداتي للغة المهرية وتحليل تلك المصطلحات اللغوية وكيفية إستخدامها في الحياة اليومية.

٤- تنفيذ العديد من ورش العمل والمحاضرات الخاصة بالمهرية، ,ومجالات لغوية آخری، في العديد من المؤسسات البريطانية، وذلك للتعريف باللسان المهري، كموروث عربي أصيل، يستحق الأهتمام والدراسة.

٥- تأسيس شراكة بحثية مع الكثير من الباحثين المتخصصين أبرزهم البروفيسورة جانيت واتسون- جامعة ليدز، البروفيسورة ميرندا موريس – جامعة ساينت اندريوس اسكتلندا، البرفيسور سام ليبهابر – كلية ميلدبري كاليفورنيا – أمريكا، الدكتور جاك ويلسون – جامعة سالفورد، الدكتورة اندريا بوم – جامعة ليدز، وغيرهم آخرين.

٦- الشروع في إعداد أبحاث وكتب أخری، وورش عمل متخصصة، سوف يعلن عنها في حينها، إذا كتب للعمر بقية، وتوفرت الامكانات اللازمة لذلك.