بيان نعي
قال تعالى:( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ )
ببالغ الحزن وعظيم الأسى ينعى مركـز اللُّغــة المهــرية للدراسـات والبحـوث بجامعـة المهــرة الأديب الكبير والباحث الشيخ سالم لحيمر القميري، الذي وافاه الأجل أمس الأربعاء في مدينة سيئون، بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة المهرة لغة وثقافة وأرضًا وإنسانًا.
لقد أفنى الفقيد عليه رحمة الله عمره في الحفاظ على اللغة المهرية، وأثمر حرصه الدؤوب في تأسيس عدة صروح تعنى بالاهتمام بالإرث التاريخي والحضاري للمهرةمن ذلك: متحف المهرة، وتأسيس مركز يعنى ببحث ودراسة اللغة المهرية قبل إشهار مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث الذي أصبح الفقيد أبرز أعضائه ومستشاري إدارته.
كان الأديب سالم لحيمر أبرز الوجوه الأدبية في المهرة، وغدا وجهة كل الباحثين وقبلة المهتمين بالمهرة لغة وثقافة وتاريخًا، وأثرى المكتبات بإنتاجه الأدبي من خلال مؤلفاته، وأبرزها: كتاب (المهرة القبيلة واللغة) الصادر في العام 2023م عن دار مركز عبادي للدراسات والنشر، ويعد الكتاب أحد المراجع والمصادر المهمة، لما يحتوي من معلومات عن القبائل في بلاد المهرة، وقيمها وعاداتها ويتضمن كذلك مساحة للنظام الاقتصادي والسياسي، ويتناول الهجرات القبلية والمعتقدات الشعبية في المهرة والأشجار الطبية في المهرة، كما تطرق لمعجم اللغة المهرية في الفصل الأخير منه، ومن مؤلفاته أيضًا كتاب (المهرة بوابة اليمن الشرقية) وكتاب (المهرة بلاد الأحقاف) وكتاب (من التراث الشعبي في المهرة).
إن رحيل هذه القامة الوطنية والأدبية يمثل خسارة فادحة للمهرة والوسط الأدبي والثقافي الذي فقد علمًا من أعلامه، لم يتوان عن تسخير جهده ووقته في ترسيخ أسس البحث والدراسة في اللغة المهرية، واستشعار المخاطر التي تتهدد وجودها.
إننا وإذ نعدد إنجازات ومناقب الفقيد فإننا في مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بجامعة المهرة نعبر عن عظيم الأسى وخالص العزاء لأسرته وأقربائه وقبيلة القميري خاصة والمهرة عامة، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا للّٰه وإنا إليه راجعون.
*مركـز اللُّغــة المهــرية للدراسـات والبحـوث بجامعـة المهــرة*